حدوتة الزمالك التي باتت مملة

علي امتداد اكثر من أربع سنوات‏,‏ تراجع مستوي فريق كرة القدم بنادي الزمالك بصورة ربما لم يسبق لها مثيل طوال تاريخه‏..‏ وفي كل مرة كان التغيير عادة يشكل الأجهزة الفنية المتعاقبة ومع ذلك لا ينصلح الحال‏..‏ شالوا البرتغالي فينجادا‏,‏ وخلعوا البرازيلي كابرال وتخلصوا من الهولندي كرول‏,‏ وهرب منهم الفرنسي هنري ميشيل‏,‏ وهاهو الألماني راينر هولمان وقد أصبح مستقبله علي كف عفريت‏,‏ ورحيله وارد في أية لحظة‏.‏

وكان اللاعبون هم العنصر الأكثر ثباتا في المنظومة الكروية بنادي الزمالك‏,‏ رغم أنهم يستحقون عن جدارة لقب أسوأ جيل ورد علي ميت عقبة‏,‏ اللهم إلا باستثناء عدد قليل من اللاعبين‏..‏ وإنني لأتساءل‏:‏ وماذا لا يجرب الزمالك فكرة تفوير الفريق كله والإبقاء علي عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة‏,‏ وهي المغامرة التي كان النادي الأهلي قد أقدم عليها في بداية سنوات السبعينيات من القرن الماضي‏,‏ عندما اعتمد علي فريق من التلامذة بقيادة الألفا ميمي الشربيني‏,‏ متعه الله بالصحة والعافية‏,‏ وحقق الأهلي وقتها نتائج مبهرة وصنع فريقا رائعا بهؤلاء التلامذة‏..‏

قد يقول قائل‏:‏ ولكن المغامرة اليوم محفوفة بالمخاطر‏,‏ ولكنني أراها جديرة بالتنفيذ‏,‏ فالنجوم الكبار لم يحققوا شيئا يذكر طوال أربعة مواسم‏,‏ اللهم الا بطولة كأس محلية اقتنصها الزمالك من إنبي الذي كان أفضل بكل المقاييس‏,‏ ولكن الله أراد لهذه الكأس أن تكون زملكاوية رحمة ولطفا بالجماهير البيضاء التي كان قد أصابها الاكتئاب لكي ترفع رأسها قليلا أمام جماهير الأهلي التي تتغني كل موسم بالبطولات الكثيرة والمتنوعة‏.‏

والتعجيل بتنفيذ تلك المغامرة ضرورة حتمية اذا كان المسئولون في هذا الناد العريق يريدون تحريك المياه الراكدة وعلاج المرض الذي بات مزمنا‏,‏ لان المتابع لحال فريق الكرة بنادي الزمالك‏,‏ خاصة خلال الموسمين الأخيرين سيلاحظ بوضوح تام ان الفريق بات مففكا تماما‏..‏ كل لاعب يلعب بطربوش أبوه‏,‏ وهو لمن لا يعرف تعبير دارج معناه ان كل لاعب يلعب بمفرده دونما رؤية جماعية أو انسجام مع بقية المجموعة‏,‏ ودونما أدني ترابط بين خطوطه الثلاثة‏..‏ ليس هذا فقط وانما أظن ايضا ـ وليس كل الظن إثما ـ ان اللاعبين ـ والعياذ بالله ـ يكرهون بعضهم بعضا‏,‏ ويفتقدون أي نوع من أنواع التلاحم والحب والانسجام فيما بينهم‏.‏

نعم تفوير الفريق هو الحل علي طريقة انسف حمامك القديم‏,‏ فلابد ان يتخلص نادي الزمالك من اللاعبين العاهات فاقدي الطموح‏,‏ عديمي النخوة‏,‏ فقيري الموهبة‏,‏ والذين لا هم لهم سوي البحث عن حقوقهم المادية التي لا يستحقونها‏,‏ دون ان يقوموا بأداء واجباتهم علي الوجه الأكمل‏.‏

ومادامت الخسائر والتعادلات والاداء السييء عديم الروح حالات مستمرة بلا توقف‏,‏ مع من يطلقون عليهم اللاعبون الكبار‏,‏ فإن إحلال فريق الشباب محل هؤلاء النجوم المزعومين قد يكون هو الحل الأمثل لضمان نوع من الانسجام والألفة والحب بينهم‏,‏ قبل أن تلوث عقود الاحتراف والتفاوت في المستحقات والمرتبات العلاقات بينهم‏,‏ ومادامت العلاقات بين اللاعبين الكبار تحولت الي علاقات فاسدة كلها شللية وتخبيط وضرب تحت الحزام ووشايات‏,‏ وكراهية ايضا‏.‏

ليت المسئولين عن نادي الزمالك يملكون الجرأة والقدرة علي القيام بتلك المغامرة التي يمكن تقنينها بحيث تصبح هي الحل الأمثل فعلا‏,‏ مادامت المجموعة الاساسية الحالية فقدت معظمها صلاحيتها‏.‏

ورحيل هولمان في مثل هذه الحالة لن يفرق كثيرا لانه ـ رغم ما حققه من قبل مع النادي الأهلي ـ فقد الكثير من حزمه وشدته وبات يدرب بلا حماس وبدون نفس‏,‏ وكأنه يؤدي واجبا ثقيلا عليه‏,‏ ويرفض مع ذلك الرحيل وينتظر الإقالة حتي يستفيد من الشرط الجزائي وأهو كله مكسب‏!‏
‏
*‏ نجح سمير زاهر وقائمته كاملة في انتخابات اتحاد الكرة‏,‏ ولكن توابع الانتخابات تؤكد أن شرخا ما قد حدث في العلاقة بين أعضاء جبهة زاهر‏..‏ أيمن يونس ومجدي عبدالغني يشعران بقوة ـ بل يجزمان ـ بأنهما تعرضا لخيانة من داخل جبهتهم ومن خارجها وإلا ما معني أن يحصل كلاهما علي‏57‏ صوتا فقط أي نصف أصوات الجمعية العمومية‏,‏ مما كان ينذر بدخولهما في دوامة الإعادة أو الإطاحة بأحدهما تماما خارج الجبلاية‏..‏ ولكن كل ما نأمله ألا يتسع الشرخ وتزداد الفجوة ونحن مقبلون علي أهم مرحلة في تاريخنا الكروي‏,‏ وهي تحقيق حلم العودة مرة أخري إلي نهائيات كأس العالم‏2010..‏ مطلوب تدخل العقلاء لاحتواء الأزمة وتنقية العلاقات من أي شائبة وإلا فإن الخاسر الأكبر هو منتخبنا الوطني‏!‏